للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان مما خير بين فعله له عقوبة للجاني أو تركِه والزجر له بما سوى ذلك فيكون الغضب لله سبحانه بعثه على لَعنته أو جلدِه ولا يكون ذلك خارجا عن شرعِه ولا موقِعًا له فيماَ لا يجَوز. ويحتمل أن يكون خرج هذا مخرج الإشفاق منه - صلى الله عليه وسلم - (وتعليمِ أمته الخوف من تعدّي حدودِ الله تعالى فكأنّه - صلى الله عليه وسلم -) (٣٣) يظهر الإشفاق من أن يكون الغضب يحمله على زيادة يسيرة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما زادها وَلَا أوقعها ويكون ذلك من الصغائر على القول بجواز وقوعها من الأنبياء عليهم السلام أو إشفاقا منه - صلى الله عليه وسلم - وان لم يقع فيه. وقد يقع اللّعن والسّباب من غير قصد إليه فلا يكون في ذلك نَازلا منزلة اللّعنة الواقعةِ رغبةً إلى الله سبحانه وطلبًا للاستجابة فمثل هذه الطرائق ينبغي أن يسلكَ في مثل هذا الحديث.

١١٩٣ - وكذلك قوله بعد هذا في معاوية -رضي الله عنه- لَا أشبَع الله بَطنه لما دعاه فقيل له - صلى الله عليه وسلم - "هو يَأكل" فقال: ادعه لي مرّةً أخرى. فقال: "هو يَأكل" (ص ٢٠١٠).

قد يحمل على أنه من لقول السابق إلى اللّسان من غير قصد إلى وقوعِهِ ولا رغبةٍ إلىَ الله سبحانه في استجابته.

وقوله: "فَحَطَأنِي حَطْأةً" (ص ٢٠١٠).

ذكر مسلم عن أميّة في معناه. قال قفدني قفدة قال الَهروي في حديث


(٣٣) ما بين القوسين ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>