للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٩٧ - (قوله في الِهرَّةِ "فَلَا هِيَ أطعَمَتهَا وَلَا هِيَ أرسَلَتهَا تَرَمَّم مِن خَشَاشِ الأرضِ وَفيِ بَعضِ النسَخِ تَرَمرَم") (٥٤) (٢٠٢٣).

قال صاحب الأفعال: رَممَت الأمر والشيءَ رَمًّا أصلحته، والعظم رِمّة صار رميما والحبل انقطع والشاة تناولت النّبات بشفتيها ومنه سميت الِمرمَّتَان.

١١٩٨ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "العِزّ ازَاره والكِبريَاء رِدَاؤه فَمَن ينَازِعنِي عَذَّبته" (ص ٢٠٢٣).

قال الشَّيخ -وفّقه الله-: هَذَا مجاز واتِّسَاع عَلىَ عَادَةِ العَرَبِ وَهم يقولون: فلان شعاره الزهد والورَع ودِثَاره التَّقوى ولا يريدون بِذَلك الثوبَ الذي هو شِعَار ودثار وإنما يريدون أنه صفته ونعته. ووجه الاستعارة في هذا أن الرِّدَاء والإزَارَ يَلصَقَان بِالإنسان وَيلزمانه بجملته وفيهما سِتر له وجمال فضرب ذلك مثلا لكون العز والكبرياء بالباري تعالى أحَقَّ وله ألزَمَ وأوجَبَ واقتضاءُ جَلاله لهما آكد، وكذلك العرب يقولون: فلان غَمْرُ الرّدَاء إذا كان واسع العطية تجوّزا أيضا بذلك، فَعَلىَ هَذَا يحمل هذا الحديث لأن الدليل العقلي قام على أن اللباس من صفات الأجسَام وهو سبحانه ليس بِجِسم فلا يَمَسّه جسم ولا يَستره جِسم وهذا واضح لكلّ متأمل.

١١٩٩ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قَالَ الرَّجل هَلَكَ النَّاسُ فَهوَ أهْلَكُهم" (ص ٢٠٢٤).


(٥٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>