قال بَعض أهل اللغة: وإنما هو فَرصّه. أي ضَغَطَه حتى ضَمَّ بعضه إلى بعض. ومنه بنيَان مَرصوص وأقرَب منه أن يقَال: فَرَفَسَه بالسين التي تقارب الصَّاد في اللفظ مثل رَكَلَه وَالدّخّ الدّخَان.
قال الراجز:[الراجز]
عِندَ رِوَاقِ البَيتِ يَغشى الدُّخَّا
وقيل: أراد أن يقول الدخان فَزَجَره النَّبيء - صلى الله عليه وسلم - فلم يستطع أن يتِمَّ الكَلِمَة قال الخَطَّابي: لا معنى للدّخان هَا هنَا لأنّه لَيسَ مما يمكن أن يُخَبَّأَ فيِ كَفٍّ أو كمِّ وقد قال: خَبَّأت لَك خَبِيئًا بَل الدّخ نَبت موجود بين النخيل والبساتين إلاّ أن يحمَل قَوله - صلى الله عليه وسلم -: "خَبَأْتُ لَك خَبِيئا" أي أضمَرت لك اسمَ الدخان فيجوز.
قال الشيخ -أيده الله- قيل إنه أضمَر له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}(١٣) والسكة الطريق وجمعها سِكَك. قال أبو عبيد: السِّكَّة الطريقة المصْطَفَّة من النَّخل، وسميت الأزِقَّة سككا لاصطِفَاف الدّورِ فِيها.