للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها مذهبه وسيرته ما قام لي مقام العيان، فأنا أقتصر على ذكر حال الرجل وحال كتابه" (١٣١).

ودعاه إلى التعرف على تلاميذه وأصحابه أنه لم يطلع إلا على كتاب الإِحياء خاصة دون غيره من كتبه وقد صرح بهذا فيما جاء عنه: "ومصنف الإِحياء هذا الرجل (أي الغزالي) وإن لم أكن قرأت إلا كتابه فقد رأيت إلخ ... " (١٣٢).

فإنه لم يكتف بمطالعة الإِحياء ليعطي رأيه فيه بل أضاف إلى ذلك شيئاً آخر وهو مسألة عارفيه لأنه يرى أن مطالعة كتاب واحد من كتب مثل الغزالي لا مقنع فيها لكثرة تآليفه وتنوعها فلا بد من إحاطة شاملة بما ألفه حتى يحكم عليه.

وبعد فحصه عنه في كتابه وتلاميذه ذكر جملة وإن كانت مختصرة فهي في الواقع تعريف بما تقلب فيه الغزالي: "فأنا أقتصر على ذكر الرجل وذكر حال كتابه وذكر جمل من مذاهب الموحدين والفلاسفة والمتصوفة وأصحاب الإِشارات فإن كتابه متردد بين هذه الطرائق لا يعدوها" (١٣٣).


(١٣١) طبقات الشافعية لتاج الدين السبكي (ج ٤ ص ١٢٢).
(١٣٢) نفس المصدر إلا أنه جاء محرفاً. ونصه كما ورد هناك: "وإن لم اكن قرأت كتابه" فلو أبقينا النص على ما هو عليه في طبقات الشافعية للتاج السبكي كان الكلام متناقضاً مع قوله بعد: "فأنا أقتصر على ذكر الرجل، وذكر حال كتابه". فهذا يدل على أنه اطلع على كتابه لأنه كيف يقتصر على ذكر حال كتابه الإِحياء وهو لم يطلع عليه فمن المتحتم أنه اطلع عليه، ثم توهية أحاديث الإِحياء وانتقاد بعض فصول منه كما ذكرنا كل ذلك يدل على وقوفه على هذا الكتاب وهو الإِحياء بخصوصه دون غيره وإنما سقطت "إلا" بين قوله: وإن لم اكن قرأت وبين قوله "كتابه" كما صوبنا العبارة ولعل ذلك من النسخ أو الطبع.
(١٣٣) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>