للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو عبيدة: الفدادون المكثرون من الإبل وهم: جفاة أهل خيلاء. وأحدهم فداد، وهو الذي يملك من المائتين إلى الألف. قال أبو العباس: الفدادون هم: الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان.

وقال أبو عمرو: في الفَدَادِين (بتخفيف الدال). وأحدهم فَدَّان (بتشديد الدال)، وهي البقر التي يُحْرَث بها، وأهلها أهل جفاء لبعدهم عن الأمصار والنَّاس. قال ابن الأنبارى: أرَاد في أصحاب الفدادين، فحذف الأصحاب وأقام الفدادين مقامهم. وأنكر أبو عبيد قول أبي عمرو هذا وقال: لا أرى أبا عمرو حفظ هذا. وليس الفدادين (٨٩) من هذا بشيء ولا كانت العرب تعرفها إنما هذا (٩٠) للروم وأهل الشام، وإنما افتتحت الشام بعد (٩١) النبيء - صلى الله عليه وسلم - ولكنهم الفدَّادون (بالتشديد) وهم الرجال، والواحد منهم فدَّاد، قال الأصمعى: الفدّادون (مشدد) (٩٢) هم الذين تَعْلو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم، من فَدَّ الرجلُ يَفِدُّ فديداً إذا اشتد صوته.

وقوله "أهل الوبر" يريد أهل ذات الوبر وهي الإِبل.

٣٧ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الدِّينُ النَّصِيحَةَ" (ص ٧٤).

قال الشيخ -وفقه الله- النصيحة تحتمل أن تكون مشتقة (٩٣) من نصحت العسل، إذا صفيته، ويحتمل أن تكون من النصح وهي الخياطة، والإِبرة المِنصحة، والنِّصاح الخيط الذي يخاط به، والناصح الخياط. فمعناه أنه يلم شعث أخيه كما تلم المِنصحة خِرَق الثوب، قال نِفطويه: يقال:


(٨٩) في (ب) "الفدادون" وما هنا على الحكاية.
(٩٠) في (ب) "هو".
(٩١) "الشام" ممحوة من (أ)، وكذلك "بعد".
(٩٢) "مشدد" ساقطة من (ب).
(٩٣) "مشتقة" بالهامش من (أ) من تصحيح المقابلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>