قال الحطاب: وتفقه به جماعة منهم أبو عبد الله المازري (٦) وكذا في "ديباج" ابن فرحون.
وكما تخرج باللخمي تخرج بابن الصائغ وهو أبو محمد عبد الحميد القيرواني السوسي القويّ العارضة نزيل سوسة والمتوفي بها سنة (٤٨٦).
له "تعليق" على "المدونة" أكمل به الكتب التي بقيت على التونسي، وقد جرت له محنة مع تميم بن المعز.
وفي ابن فرحون: وبه تفقه المازري، وأصحاب ابن الصائغ، يفضلون ابن الصائغ على اللخمي.
وكان المازري يعتمد آراء شيخه هذا في كتبه كما جاء في "شرح التلقين لكتاب الاستحقاق": "وكان شيخنا أبو محمد عبد الحميد يرى أن هذه المسائل يتعذر فرق واضح بين بعضها من بعض والخلاف يحسن أن يجري في جميعها".
وذكر المازري ذلك حين تكلم على مسألة أن الحاكم هاهنا بما ظاهره الصواب والحق، فهل يغلب حكم الظاهر على حكم الباطن فتنفذ الأحكام، أو يغلب حكم الباطن على حكم الظاهر فترد الأحكام.
وقال: هذه النكتة المتقدمة تجري في فروع كثيرة ثم أتى برأي شيخه أبي محمد عبد الحميد ابن الصائغ.
ولم يذكر كل من ترجم له من الشيوخ غير هذين غير أني رأيت في ترجمة له على بعض الأجزاء من "شرحه للتلقين" في المدينة المنورة ذكر السيوري لكن أشك في ذلك لأنه توفي سنة (٤٦٠). فعمر المازري سبع سنين وهي سن لا تقتضي أن يأخذ عنه. ثم إن المترجمين للسيوري لم يذكروا