للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمن يقول: إن الأرواح باقية لا تفنى بفناء الأجسام، وفي غير هذا الكتاب من الأحاديث "أنَّ الأرْوَاحَ تَزُورُ القُبُورَ".

وقوله: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" إن كان المراد لاحقون في الموت فهذا أمر معلوم، ويكون هاهنا الاستثناء من شيء موجب على سبيل التبري من الاستبداد، وعلى التفويض إلى الله، ومثله قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إنْ شَاءَ الله} (١٢) وهو خبر صدق، وإن كان أراد بقوله: "بكمَ لاحقون" في الممات على الإِيمان فيكون الاستثناء على حقيقة إذ لا يدري الإِنسان على ماذا يوافي، إلا أنه - صلى الله عليه وسلم -، ومن أخبر عنه من أصحابه أنه من أهل الجنة معصوم من الوَفاة على الكفر، فيكون الكلام عائدا على من يجوز ذلك عليه من أصحابه، أو يكون قبل أن يوحى إليه بالعصمة لمن ثبتت له العصمة من الوفاة على الكفر.

١٤٨ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَأنا فَرَطُهُمْ عَلَى الحَوْضِ".

قال الهروي: يقول (١٣): أنا أتقدمهم إليه، يقال: فرطت القوم، إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء وتهيّىء لهم الدلاء والرشاء (١٤). وافترط فلان ابناً له أي تقدم له ابن، وفي الحديث "أنَا وَالنَّبِيئُونَ فُرَّاطٌ لَقَاصِفِينَ" (١٥) أي متقدمون في الشفاعة.

قال ابن الأنباري: قوله: لقاصفين، يعني لقوم كثير متدافعين مزدحمين.

وقيل: "فرّاط إلى الحوض"، ويقال: فرط منه إلى (١٦) كلام قبيح،


(١٢) (٢٧) الفتح.
(١٣) في (ب) "يقال".
(١٤) في (ب) "في الرشاء".
(١٥) في النهاية، ومنه الحديث "أنا والنبيئون فراط القاصفين" بالاضافة.
(١٦) في (ب) "أي".

<<  <  ج: ص:  >  >>