للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الرجز]

عَمْدًا فَعَلْتُ ذاك بيدَ أني ... أخاف إن هلكتُ لم تُدِنِّي

قال الأموي: معناه: على أني. وقال غيره معناه: من أجل أني.

قال الشيخ: في هذا الحديث إشارة إلى فساد تعلق اليهود والنصارى بالقياس في هذا الموضع لأن اليهود عظمت السبت لما كان فيه فراغ الخليقة. وظنت ذلك فضيلة توجب تعظيم اليوم. وعظمت النصارى الأحد لما كان فيه ابتداء الخليقة فاعتقدت أن ذلك تعظيم لذلك اليوم، واتبع المسلمون الوحي والشرع الوارد بتعطم يوم الجمعة فعظموه.

٣٢٨ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَاحَ إلَى الجُمُعَةِ" الحديث (ص ٥٨٢).

قال الشيخ -وفقه الله-: حمله مالك رحمه الله على أن المراد به بعد الزوال تعلقا بأن الرواح في اللغة لا يكون في أول النهار وإنما يكون بعد الزوال. وخالفه بعض أصحابه ورأى أن المراد به أول النهار تعلقا بذكر الساعات فيه الأولى والثانية والثالثة، وذلك لا يكون إلا من أول النهار. فمالك تمسك بحقيقة الرواح وتجوز في تسمية الساعة ويؤكده عنده أيضاً قوله في بعض طرق الحديث: "مثل المُهَجّر كَمَثل الَّذِي يُهْدِي" الحديث (٢٢٤). والتهجير لا يكون أول النهار وتمسك بعض أصحابه بحقيقة [لفظ] (٢٢٥) الساعة وتجوز بلفظ الرواح.

٣٢٩ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيَنْتَهَيَنَّ أقْوَامٌ عَن وَدْعهم الجُمُعَات أوْ لَيَخْتِمَنَّ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ" (ص ٥٩١).

قال الشيخ -وفقه الله-: اختلف الناس في صلاة الجمعة: هل هي


(٢٢٤) أخرجه مسلم في باب فضل التهجير يوم الجمعة (ج ٢، ص ٥٨٧).
(٢٢٥) "لفظ" ساقطة من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>