للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منه جزء خلق الباري جلّت قدرته جزءا آخر يخلفه، وكذلك في الماء.

ومعجزات النبيء - صلى الله عليه وسلم - ضروب. فأما القرآن فمنقول تواترا، وأما مثل هذه المعجزة ذلك فيها طريقان:

أحدهما: أن تقول تواترت على المعنى كتواتر جود حاتم وحلم الأحنف فإنه لا تنقل قصة بعينها في ذلك تواترا ولكن تكاثرت القصص من جهة الآحاد حتى صار محصولها التواتر بالكرم والحلم، وكذلك تواترت معجزات سوى القرآن حتى ثبت انخراق العادة له - صلى الله عليه وسلم - بغير القرآن.

والطريقة الثانية: أن تقول فإن الصاحب إذا روى مثل هذا الأمر العجيب وأحال على حضوره فيه مع سائر الصحابة وهم يسمعون روايته ودعواه حضورهم معه، ولا ينكرون ذلك عليه فإن ذلك تصديق له يوجب العلم بصحة ما قال.

وقوله "كَرَبضة العنز".

فيشبه أن يريد كمبرك العنز.

وقد وقع في بعض الأحاديث: "أنه بعث - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه وقال -عليه السلام-: إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبْيًا". قال ابن الأعرابي: أراد أقم في دارهم آمنا كأنَّكَ ظبي في كناسه قد آمن من حيث لا يرى إنسيا (١٣).

قال غيره: وفيه وجه آخر أنه أمره أن يأتيهم كالمتوحش لأنه بين ظهراني الكفَرة فمتى رابه منهم ريب نَفَرَ عنْهم.

وفي حديث آخر "فدعا بإناء يُربِضُ الرهط"، أي يُرويهم حتى ينامُوا


(١٣) في (أ) و (ب) "أنيسا".

<<  <  ج: ص:  >  >>