فلما انقضى أمر هؤلاء وصرف الخطاب إلى تسليته عليه السلام وتثبيت
فؤاده بذكر أحوال الأنبياء مع أممهم، وأمر الخلق بالاعتبار بالأمم السالفة، وقد كان قدم لرسوله عليه السلام عند ذكر الأنبياء (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)
بسط تعالى حال من وقعت الإحالة عليه واستوفى الكثير من
قصصهم إلى آخر سورة هود وإلى قوله سبحانه "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ".
فتأمل بما افتتحت السور المقصود بها قصص الأمم وبما اختتمت يلوح لك ما
أشرت إليه والله أعلم بمراده، وتأمل افتتاح سورة الأعراف بقوله "فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين " وختم القصص فيها بقوله: "فاقصص القصص
لعلهم يتفكرون " (الأعراف: ١٧٦) بعد تعقيب قصص بني إسرائيل بقصة
بلعام "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ... الآية "(الأعراف: ١٧٣)
ثم قال:"ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا"(الأعراف: ١٧٦) .