فالذين تطمئن قلوبهم بذكر الله هم أولو الألباب المتذكرون التامو الإيمان وهم القليل المشار إليهم في قوله:"وقليل ما هم " والمقول فيهم "أولئك هم
المؤمنون حقا" ودون هؤلاء طوائف من المؤمنين ليسوا في درجاتهم
ولا بلغوا يقينهم وإليهم الإشارة بقوله:(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦)
قال عليه الصلاة والسلام (الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل)
فهذا بيان ما أجمل في قوله:(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦) .
وأما قوله تعالى:" أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ"
فما عجل لهم من ذلك في قوله:"وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ"