أشار أنه عليه السلام سيفتحها ويملكها لأنها بلدة ربه وملكه وهو عبده
ورسوله، وقد اختصه برسالته وله كل شىء، فالعباد والبلاد ملكه، ففي هذا من الإشارة مثل ما في قوله تعالى:" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ "
وقوله:"وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ".
أي ليسمعوه فيتذكر من سبقت له السعادة ويلحظ سنة الله في العباد والبلاد، ويسمع ما جرى لمن عاند وعتا، وكذب واستكبر، كيف وقصه الله وأخذه ولم يغن عنه حذره، وأورث مستضعف عباده أرضه ودياره، ومكن لهم في الأرض، وأعز رسله وأتباعهم، "نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون "
أي يصدقون ويعتبرون ويستدلون فيستوضحون وقوله:"سيريكم آياته"
يشير إلى ما حل بهم يوم بدر، وبعد ذلك إلى يوم فتح مكة، وإذعان من لم
يكن يظن انقياده، وإهلاك من ظن تمرده وعناده وانقياد العرب بجملتها بعد
فتح مكة ودخول الناس في الدين أفواجا، وعزة أقوام وذلة آخرين بحاكم " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "(الحجرات: ١٣)
إلى فتح الله على الصحابة (رضوان الله عليهم) ما وعدهم به نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، فكان كما وعد.
فلما تضمنت (هذه الآي ما أشير إليه أعقب بما هو في قوة أن لو قيل
ليس عتوكم بأعظم من عتو فرعون وآله، ولا حال مستضعفى المؤمنين بمكة ممن