وَفِي صَلاتِهَا تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، حَتَّى كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ وَهَوَامَّهُ، وَسِبَاعَ الْبَرِّ وَأَنْعَامَهُ، وَالسَّمَاءَ وَنُجُومَهَا، إِنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقَلْبِ مِنَ الْجَهْلِ، وَمَصَابِيحُ الأَبْصَارِ فِي الظُّلَمِ، وَقُوَّةُ الأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ، يَبْلُغُ بِهِ الْعَبْدُ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، وَمَجَالِسُ الْمُلُوكِ، وَالدَّرَجَاتُ الْعُلَى فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالْفِكْرُ فِيهِ يُعْدَلُ بِالصِّيَامِ، وَمُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ، بِهِ يُطَاعُ اللَّهُ، وَبِهِ يُعْبَدُ، وَبِهِ يُعْمَلُ الْخَيْرُ، وَبِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ، وَبِهِ يُعْرَفُ الْحَلالُ وَالْحَرَامُ، يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِيَاءُ " (المرهبي) فِي الْعلم من حَدِيثِ أَنَسٍ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيم السَّعْدِيّ وَهُوَ آفته. (قلت) وَجَاء من حَدِيث معَاذ بن جبل، أخرجه ابْن عبد الْبر فِي الْعلم من رِوَايَة مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء قَالَ: ثَنَا عبد الرَّحِيم بن زيد الْعمي، عَن أَبِيه، عَن الْحسن عَن معَاذ فَذكره. وَقَالَ: حَدِيث حسن، وَلَكِن لَيْسَ لَهُ إِسْنَاد قوي، قَالَ ورويناه مَوْقُوفا على معَاذ، فَذكره من طَرِيق أبي عصمَة عَن رَجَاء ابْن حَيْوَة، عَن معَاذ، وَأَبُو عصمَة أحد الْكَذَّابين، ورجاء لم يسمع من معَاذ، قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء وَقَوله فِي الأول حسن أَرَادَ حسن مَعْنَاهُ لَا الْحسن المصطلح عَلَيْهِ عِنْد الْمُحدثين، بِدَلِيل قَوْله لَيْسَ لَهُ إِسْنَاد قوي، فَإِن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء الْبُلْقَاوِيُّ، نسب إِلَى الْكَذِب والوضع، وَعبد الرَّحِيم مَتْرُوك، ووالده مُخْتَلف فِيهِ، وَالْحسن لم يدْرك معَاذًا. قَالَ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْخَطِيب فِي كتاب الْفَقِيه والمتفقه بِإِسْنَاد ضَعِيف، وَمن حَدِيث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، أخرجه المظفر الغزنوي فِي فَضَائِل الْقُرْآن، وَقَالَ: " تعلمُوا الْقُرْآن بدل الْعلم، " وَهُوَ مُنكر جدا وَالله تَعَالَى أعلم.
(١١٢) [حَدِيثٌ] . " مَنْ بَثَّ بَابَ فِقْهٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أُعْطِيَ بِكُلِّ حَرْفٍ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجَ حَسَنَاتٍ، وَكَانَ لَهُ كَأَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ مَنْ أَنْشَأَ بَابًا مِنَ الْخَيْرِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكَذَلِكَ ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس. (قلت) : لم يبين علته، وَفِيه مُسلم ابْن عبد الله بن الْحَرْث رَاوِيه عَن ابْن عَبَّاس، وَمن بعده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute