وارتكبوا بذلك كَبِيرَة انْتهى، وَأقرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان غير أَنه قَالَ فِي إِطْلَاقه على ذَلِك كَبِيرَة نظر وَالله أعلم.
الْفَصْل الثَّانِي
(٣٥)[حَدِيثٌ] لَا تَعْزِيرَ فَوْقَ عِشْرِينَ سَوْطًا (رَوَاهُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّامي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم يضع (تعقب) بِأَن عِنْد ابْن مَاجَه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَا تعزروا فَوق عشرَة أسواط (قلت) فِي سَنَده ضعف لِأَنَّهُ من رِوَايَة عباد ابْن كثير، لَكِن لَهُ شَاهد من حَدِيث أبي بردة بن نيار فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمَذْكُور هُنَا شَاهد أخرجه ابْن الْمُنْذر عَن عمر بن الْخطاب أَنه كتب إِلَى أبي مُوسَى لَا يبلغ النكال أَكثر من عشْرين سَوْطًا وَالله أعلم.
(٣٦)[حَدِيثٌ] إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ يُوشِكُ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي لعنته فِي أَيّدهُم مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَفْلح بن سعيد، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ هَذَا حَدِيث صَحِيح أخرجه مُسلم وَلم أَقف على حَدِيث فِي كتاب الموضوعات حكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَهُوَ فِي أحد الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث وَإِنَّهَا لغفلة شَدِيدَة وأفلح الْمَذْكُور ثِقَة مَشْهُور من رجال مُسلم وَقد تعقب الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَلَام ابْن حبَان فِيهِ، فَقَالَ حَدِيث أَفْلح صَحِيح غَرِيب وَابْن حبَان رُبمَا ضعف الثِّقَة حَتَّى لَا يدْرِي مَا يخرج من رَأسه (قلت) وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر وَنسَاء كاسيات عاريات الحَدِيث أخرجه مُسلم شَاهد لهَذَا الحَدِيث كَمَا نبه الذَّهَبِيّ عَلَيْهِ فِي الْمِيزَان وَالله أعلم.
(٣٧)[حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ نَاسٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عبد الله بن بجير قَالَ ابْن حبَان يروي الْعَجَائِب الَّتِي كَأَنَّهَا معمولة لَا يحْتَج بِهِ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد، فَقَالَ هَذَا شَاهد لحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمُتَقَدّم وَقد غلط