كتاب الْمَوْت والقبور
الْفَصْل الأول
(١) [حَدِيثٌ] وُلِدَ لِسُلَيْمَانَ وَلَدٌ فَقَالَ لِلشَّيَاطِينِ أَيْنَ أُوَارِيهِ مِنَ الْمَوْتِ قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ، قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتِ، قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ، قَالُوا فَإِلَى الْمَشْرِقِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ قَالُوا فَنَصْعَدُ بِهِ قَالَ نعم فصعدا بِهِ وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ يَا ابْن دَاوُدَ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ فَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَمْ أُصِبْهَا فَبَيْنَا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا وَجَاءَهُ جَسَدُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثمَّ أناب} (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه يحى بن كثير صَاحب الْبَصْرِيّ، وَلَا يجوز أَن ينْسب إِلَى نَبِي الله سُلَيْمَان ذَلِك.
(٢) [حَدِيثٌ] لَمَّا لَقِيَ إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لَهُ يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ قَالَ وَجَدْتُ جَسَدِي يُنْزَعُ بِالسُّلِّيِّ، قَالَ هَذَا وَقَدْ يَسَّرْنَا عَلَيْكَ الْمَوْتَ (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه جَعْفَر بن نصير.
(٣) [حَدِيثٌ] إِذَا سَمِعْتُمْ بِمَوْتِ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَبَادِرُوا إِلَى الْجِنَازَةِ فَإِنَّهُ إِذَا مَاتَ مُؤْمِنٌ أَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يُنَادِيَ فِي الأَرْضِ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ جِنَازَةَ هَذَا الْعَبْدِ فَمَنْ شَهِدَهَا فَلا يَرْجِعُ إِلا مَغْفُورًا لَهُ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّةً وَعُمْرَةً وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا ثَوَابَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ شَهِيدٍ وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ رَقَبَةً وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي دَعَا بِهِ ثَوَابَ نَبِيٍّ وَأَعْطَاهُ قِنْطَارًا وَكَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَأْخُذُ السَّرِيرَ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ مَلائِكَةُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ، وَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ نَادَى مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ذَنْبُ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى مِائَةِ يَوْمٍ مَاتَ شَهِيدًا وَإِذَا حَضَرْتُمُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute