ابْن إِبْرَاهِيم الشَّامي، وَهُوَ كَذَّاب فَخرج عَن الاستشهاد بِهِ وَالله أعلم.
(٢٠) [حَدِيثٌ] " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهَا فِي الإِسْلامِ نَصِيبٌ، الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ " (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ السُّيُوطِيّ فِي اللآلي، وَلَا فِي النكت، وَلَيْسَ فِي النّسخ الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات، لَكِن ذكر العلائي فِي أجوبته عَن الْأَحَادِيث الَّتِي انتقدت على المصابيح، أَن ابْن الْجَوْزِيّ ذكره فِي الموضوعات، مِنْ طَرِيقِ مَأْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ، وَفِي الواهيات من طَرِيق سَلام بن أبي عمَارَة، عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، وَمن طَرِيق على ابْن نزار بن حَيَّان، عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة، وَقَالَ: سَلام لَيْسَ بشئ، وَعلي بن نزار واه، ثمَّ تعقبه العلائي بِأَن حَدِيث عَليّ بن نزار رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَقَالَ حسن غَرِيب، وَلم ينْفَرد بِهِ، بل تَابعه الْقَاسِم بن حبيب التمار وَعبد الله بن مُحَمَّد اللَّيْثِيّ، رَوَاهُمَا ابْن مَاجَه، وَالقَاسِم ابْن حبيب، وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَغَيره، وَعبد الله اللَّيْثِيّ لم أر من تكلم فِيهِ. قَالَ التِّرْمِذِيّ وَفِي الْبَاب عَن عمر وَابْن عمر وَرَافِع بن خديج. فَهَذِهِ المتابعات، وتحسين التِّرْمِذِيّ لَهُ تخرجه عَن أَن يكون مَوْضُوعا، أَو واهيا انْتهى. وَمِمَّنْ حكم بِوَضْع هَذَا الحَدِيث الإِمَام رَضِي الدَّين الصغاني، وَتعقبه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فَقَالَ: هَذَا حَدِيث حسن أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَأخرجه ابْن مَاجَه أَيْضا من حَدِيث جَابر، وَابْن عَبَّاس مَعًا. وَقد ضعفه ابْن عدي من الطَّرِيقَيْنِ مَعًا وذكرته لتحسين التِّرْمِذِيّ لَهُ، وَلَا دَلِيل على كَونه مَوْضُوعا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
الْفَصْل الثَّالِث
(٢١) [حَدِيثُ] " أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَمِعْتُ وَاللَّهِ النَّبِيَّ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ جِبْرِيلَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ مِيكَائِيلَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ إِسْرَافِيلَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ الرَّفِيعَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ اللَّوْحَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ الْقَلَمَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ الرَّبَّ جَلَّ جَلالُهُ يَقُولُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا خَالِقُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ فَلْيَلْتَمِسْ رَبًّا غَيْرِي، فَلَسْتُ لَهُ بِرَبٍّ " (السجْزِي) فِي الْإِبَانَة هَكَذَا مسلسلا بِالْحلف بِاللَّه، وَفِيه مُحَمَّد بن عكاشة الكرمانى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute