وكذا صح عن حفصة في هذه الآية:"وصلاة العصر"؛ ذكره [أبو] عمر بن عبد البر.
وروى [مسلم]، عن شقيق، عن البراء قال: نزلت هذه الآية "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخها الله فنزلت:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى}؛ فقال رجل- كان جالساً عند شقيق-[له]: هي إذن صلاة العصر؟ فقال البراء: قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله، والله أعلم.
وإذا تعارضت الأخبار بقي ما ذكرناه سالماً عن التعارض؛ فعمل به.
على أنا نقول بموجب الحديث وأنه يدل على أنها وسطى، لا أنها الوسطى المذكورة في الآية، ويشهد له ما قاله القاضي الحسين: إنه روي أنه- عليه السلام- قال في يوم الخندق:"شغلونا عن صلاة الوسطى: صلاة العصر، ملأ الله بطونهم وقبورهم ناراً"؛ فأنزل الله- تعالى- ذلك اليوم:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ....} الآية [البقرة: ٢٣٨]؛ فإن ذلك يقتضي أن ما قاله- عليه السلام-[ليس] تفسيراً للآية.
وقيل: إنها المغرب؛ لأنها بين صلاتين يُجْهَرُ فيهما، وبين صلاتين يُسَرُّ فيهما، وهي متوسطة في الركعات بين الأربع والاثنتين.