الحدود: جمع "الحد"، والحد في اللغة: المنع، ومنه سمي حد الدار؛ لمنعه من مشاركة غيرها فيها، وسمي البواب والسجان: حدادا؛ لمنعه الناس من الدخول والخروج.
قال الشاعر:
كم دون بابك من قوم نحاذرهم ... يا أم عمرو وحداد وحداد
أراد بالأول: البواب، وبالثاني: السجان؛ لما يتعلق بهما من المنع.
وسميت الحدود حدودا؛ لكونها موانع وزواجر عن ارتكاب الفواحش وتعاطي المحرمات.
وقيل: سميت بذلك؛ لأن الله - تعالى - حدها وقدرها؛ فلا يجوز لأحد أن يتجاوزها، فيزيد عليها أو ينقص منها. قاله ابن قتيبة.
وقد كانت الحدود في صدر الإسلام بالغرامات؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"من غل الصدقة، [فإنا آخذوها][منه] وشطر ماله، غرمة من غرامات ربنا، ليس لآل محمد فيها شيء".
وهي شريعة من الشرائع المتقدمة، قال الله - تعالى - في قصة يوسف:{فما جزاؤه}[يوسف: ٤٧]، أي: فما عقوبة من سرق عندكم؟ ثم نسخ غرم العقوبات بالحدود، وسنذكر أدلتها، إن شاء الله.