للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعبارة البغوي والخازن موافقة لما نقلنا عن الإمام ابن جرير، ثم تأملت كلام النسفي في تفسيره فوجدته قد اقتدى بالزمخشري فأخذ كلامه بلفظه وقد رأيت ما رد به أبو حيان عليه، وقال صاحب المصباح في (أمس) اسم علَم على اليوم الذي قبل يومك ويستعمل فيما قبله مجازا وهو مبني على الكسر وبنو تميم تعربه إعراب مالا ينصرف فتقول ذهب أمس بما فيه بالرفع، قال الشاعر:

لقد رأيت عجبا مذ أمسا ... عجائزا مثل السعالى خمسا

انتهى كلام المصباح - وقال ابن هشام في القطر، ص ٢٠ وأما أمس إذا أردت به اليوم الذي قبل يومك فأهل الحجاز يبنونه على الكسر فيقولون مضى أمس واعتكفت أمس، وما رأيته مذ أمس بالكسر في الأحوال الثلاثة، قال الشاعر:

منع البقاء تقلب الشمس ... وطلوعها حمراء صافية

اليوم أعلم ما يجيء به ... وطلوعها من حيث لا تمسي

وغروبها صفراء كالورس ... ومضى بفصل قضائه أمس

انتهى كلام ابن هشام، ثم ذكر بعد ما نقلت عنه ما تقدم في كلام المصباح أن بني تميم يعربونها إعراب مالا ينصرف إلا أنه ذكر تفصيلا في ذلك لم أر نقله فراجعوه إن شئتم، وقد يدخل الألف واللام على أمس الذي يراد به نهار اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه لضرورة الشعر قال: زهير بن أبي سلمى في معلقته:

وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عم

ومن استعمال الأمس بمعنى الزمان الماضي قول بعض المحدثين:

<<  <   >  >>