للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب ابن الْخِيَمِيّ إلى اليَعْمُوريّ، وهما أرْمَدان، قوله:

أبُثُّكَ يا خليلي أنَّ عيْنِي ... غَدَتْ رَمْداءَ تجْرِي مِثْلَ عَيْنِ

حديثاً أنت تعرفُه يقيناً ... لأنَّك قد رَمِدْتَ وأَنت عَينِي

فأجابه:

كفاك الله ما تشكو وحَيَّا ... محاسنَ مُقْلتَيْكَ بكلِّ زَيْنٍ

وإنِّي من شِفائي في يقينٍ ... لأنَّك قد شُفِيِتَ وأنتَ عَيْنِي

ومما قلتُه أيضا:

أشكُو إليك جُفوناً قد رَمِدْنَ وقد ... فارَقْنَ مَرْآكَ يا مَن فَقْدُه حَيْنِي

والقلبُ مُنقلِبٌ عن راحةٍ وهَناً ... والعينُ مثلُ اسْمِها مُعْتَلَّةُ العَيْنِ

ولنُقْصِر عِنان الاخْتيار، فقد طال، والشيءُ بالشيءِ يُذكَر.

ومما أنشدَه لي أيضاً قوله في بخيل:

بخيلٌ لو بثُومٍ منه جادَتْ ... أناملُه لغالَتْه النَّدَامهْ

ولو في النَّارِ أُلقِيَ ألفَ عامٍ ... لما عُرفَتْ له يوماً سَلامَهْ

ولو صارتْ بسفْرتِه رغيفاً ... ذُكاءُ لما بدَتْ حتَّى القِيِامَةْ

وقوله:

أفْدِى حبيباً تَفُوقُ البدرَ طَلْعتُه ... لأنها لِغريب الحُسْن قد جَمعتْ

حاك الجمالُ عِذاراً فوق وَجْنتِه ... غَزالةُ الصُّبحِ في أشْرَاكِه وقَعَتْ

<<  <   >  >>