للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحُكْمٌ أذلَّ الفضلَ عنْد اعتزازِهِ ... وأوْهَى عمادَ الدِّين وهْو قويمُ

ألا إنَّما عينُ المعالي غَضِيضةٌ ... وإن فؤادَ المَكْرُماتِ كَلِيمُ

ومنها:

أقامَتْ على قَبْرٍ عاطرِ الثَّرى ... سحائبُ رِضْوانٍ فليس تَرِيمُ

إلى أن يعودَ القبرُ أنْضَر روْضةٍ ... بها النَّبْتُ شتَّى يانِعٌ وهشِيمُ

وكان له بِجِلَّق أصدقاء تَسكَر بشمول شمائِلهم الرَّاح، وتهتَزُّ طرباً لذكرِهم معاطفُ الأرْيَحِيَّة والسَّماح، فتخفُق على هاماتِ مجدِهم ألْويةُ الحمد، وتُضِئُ في سماءِ معاليهم كواكبُ المجد، من كل مُصطَبِح بكاساتِ المَسرَّة مُغْتبِق، ولولا نَدَاهُ كاد من نارِ الذَّكاء يحْترِق.

فلما ارتحلَ إلى الشَّهباء غلبَه الشَّجَن، ونافسَتْه الشُّجون، وفي ذلك فلْيَتنافس المتنافِسون، فكتب إليهم:

يُقبِّل الأرضَ صَبٌّ مُغرَمٌ علَقاً ... بكُم وذلك مِن تكْوينهِ عَلَقَا

حِلْفُ الصَّبابةِ أمَّا قلبهُ فشَجٍ ... من الفِراقِ وأما جِسْمُه فَلَقَا

يشْتاقكُمْ كلَّما هبَّتْ يمانِيَةٌ ... ولا مَحالةَ أن يَشْتاقَ مَن عشِقَا

بهِ من البيْنِ ما لو حلَّ أيْسرُهُ ... يوماً بأركان رَضْوَي هُدَّ أوْ طَفِقَا

يا هل تعودُ أوَيْقافٌ بكم لفتىً ... دموعُه خَدَّدتْ في خَدِّه طُرُقَا

اللهُ يعلمُ ما إن عَنَّ ذكرُكمُ ... إلا تناَثَر دُرُّ الدَّمعِ واسْتَبقَا

<<  <   >  >>