وله من قصيدة:
حاز الجمالَ بأسْرِه فُمحِبُّه ... في أسْرِه لم يَرْضَ حَلَّ وَثاقِهِ
قسَماً بصُبحِ جَبينِه لو زارنِي ... جُنْحَ الدُّجَى وسعَى إلى مُشْتاقِهِ
لفرَشْتُ خَدِّي في الطَّريق مُقبِّلاً ... بفَمِ الجُفونِ مَواطئَ اسْتِطْراقِهِ
وصفَحْتُ عن زَلاَّتِ دَهْري كُلِّها ... وعَنادِه فيما مضَى وشِقاقِهِ
وقول) بفم الجفون (إلخ، كقوله أيضاً في أرجوزتهِ المشهورة:
تكادُ من عُذوبةِ الألفاظِ ... تشْربُها مسامِعُ الحُفَّاظِ
وهذا نوعٌ من البديع غريب، بيناه في) حديقة السحر (.
وله نظائرُ كثيرة، وهو على نَهجْ قوله تعالى:) وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكَذِبَ (كما أشار إليه في) الكشاف (.
وقد أوضحه الغَزِّي بقوله في بعض قصائده:
إن لم أمُتْ بالسَّيفِ قال العُذَّلُ ... ما قيمةُ السَّيفِ الذي لا يَقْتُلُ
وتُغيُّيرُ المُعتادِ يحسنُ بعضُه ... للوَردْ خَدُّ بالأنوفِ يُقَبَّلُ
ومنه ما أنشدَه لنا صديقنا الطالُوِيّ لنفسِه:
أَرُودُ بلَحِظي وَرْدَ خَدَّيْه والذي ... جنَى وَرْدَ الخُدودِ فما أخْطَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute