للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو الآن قُرَّة عيْنِ مجدِها، وغُرَّةُ جَبِين سَعْدِها، تطوف بحَرَمِه وُفُود الأفاضل، وتتَوجَّه شِطْرَه وُجُوهُ الآمالِ من كلِّ فاضل، بنعيمٍ مُقيمٍ تتحدَّثُ عنه طُروس الأسْفار، وتَكْتَحِل بإثْمِد مِدادِه عُيون الطُّروس والأسْفار.

فمن أنوارِ كلامِه، التي أطْلَعَتْها غُصون أقْلامِه، قولُه من قصيدة:

يا ندِيمِي بمُهْجَتي أفْدِيكْ ... قُمْ وهاتِ الكئُوسَ مِن هاتيكْ

هاتِها هاتِها مُشعْشَعةً ... أفْسَدتْ عقلَ ذَي التُّقَى النَّسِّيكْ

خَمرةً إن ضَلِلْتَ ساحتَها ... فسنَا نُورِ كأْسِها يَهدْيكْ

يا كليمَ الفؤادِ دَاوِ بهَا ... قلبَك المُبْتلَى لكْي تشْفِيكْ

هي نارُ الكليمِ فاجْتَلها ... واخلعِ النَّعْلَ واترُكِ التَّشْكِيكْ

صاح ناهِيكَ بالمُدامِ فدُمْ ... في احْتِساهَا مخالِفاً نَاهِيكْ

عَمْرَك اللهَ قُل لنا كَرماً ... يا حَمامَ الأراكِ ما يُبْكِيكْ

أتُرَى غاب عنك أهلُ مِنّي ... بعدَ ما قد توهَّنُوا نادِيكْ

إن لي بين ربْعهِمْ رَشَأَ ... طَرْفُه إن تَمُتْ أسًى يُحييكْ

ذُو قَوامٍ كأنه غُصُنٌ ... ماسَ لمَّا بدَا به التَّحْرِيكْ

<<  <   >  >>