رَيْحانةُ الحسنِ التي لعِبتْ بها ... رِيحُ الصَّبا لا رَاحةُ الصَّهْباءِ
تجْري مِياهُ الحُسنِ في أعْطافِه ... جَرْىَ الصَّبابةِ منه في أعْضائي
قمرٌ إذا حسَر القِناعَ مُخاطِباً ... شخَصتْ إليه أعْيُنُ الأهْواءِ
ملكَتْ وِلايةَ كلَّ قلبٍ مُولَعٍ ... لَحَظاتهُ من عالمِ الإنْشاء
إن يُخْفِه ليلُ النَّوى فجبِينُه ... صُبْحٌ ينِمُّ عليه بالأضْواءِ
كم بِتُّ مَطْوِىَّ الضُّلوعِ على جَوّى ... أُغْضِى الجُفونَ به على الأقْذاءِ
فإلى مَ فيه تَهُّتكِى وتَنَسُّكِى ... وعَلى مَ فيه تبسُّمِي وبُكائي
عَلَّ الزَّمانَ يُفيدُني حْملَ الُمنَى ... حيثُ الْتجأْتُ لأوْحدِ العُلماءِ
نَجْلُ العِماد ومَن بنَتْ عزماتُهُ ... بيْتاً دعائِمهُ على العَلْياءِ
مجدٌ سماَ بجَنابِه حتى لقد ... بلغَ السَّماءَ وفاتَها بسَماءِ
تَنْدَى أنامِلُه ويُشرِقُ وجُهه ... فيجودُ باْلآلاءِ والَّلأْلاءِ
يقِظٌ بأعْقابِ الأمُورِ كأنَّما ... جُلِيتْ عليه حقائقُ الأشْياءِ
سُبْحانَ من جَمع الفَراسةَ والهُدَى ... لِجَنابه السَّامِي على النُّظَراءِ
ومَهابَةٌ ساد الوُلاةَ وَلاؤُها ... مَحْفُوفَةٌ بجَلالةٍ وبَهاءِ
وشَمائِلٌ رقَّتْ كما خطَرتْ على ... زَهْرِ الرَّبيعِ بَواكِرُ الأنْداءِ