للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأنْزِلْهُ من نادِيكَ أشْرفَ منزلٍ ... وألْبِسْهُ حَلْياً من قريضٍ مُنظَّمِ

ولولا معانِيكَ العِذابُ وصَوْغُها ... لكان عسيراً بالمديحِ تكلُّمِي

وقابِلْ جوابي بالقَبُولِ تفضُّلاً ... وسامِحْ فإن الفضّلَ للمُتَقَدَّمِ

قال: وقلت متغزلاً:

وافَى الربيعُ فما عليك بِعَارِ ... خَلَعُ العِذارِ ولا ارِْتشافُ عُقارِ

صَهباءُ ليس يجوزُ عندي مَزْجُها ... إلا برِيقَةِ شادِنٍ مِعْطارِ

تدعُ الدُّجى صُبْحاً إذا هيَ أُبْرزتْ ... فكأَنما اعْتُصِرتْ من الأنْوارِ

ُقْم هاتِها حيثُ الهَزَارُ قد اغْتَدَى ... في الأيْكِ مُنعكِفاً على التَّهْدَارِ

طَيرٌ أعاد الغصنَ جُنْكاً رُكَّبَتْ ... أوْتارُه مِن فِضَّةِ الأمْطارِ

وتبُثُّه رِيحُ الصَّبا ويَبُثُّها ... ذِكْرَ الهوى مِن سالِفِ الأعْصارِ

فانْهَضْ لتغْتَنمِ الشَّبيبةَ قبل أن ... يَرْمِي المشِيبُ الصَّفْوَ بالأكدارِ

واشرَبْ على وَرْدِ الرُّبَى إن لم تَجِدْ ... وَرْدَ الخُدودِ لقِلَّةِ الدَّينارِ

وانْصِبْ بفكركَ في الهوى شَرَك المُنَى ... لوقُوعِ ظل أو خَيالٍ سَارِي

هذا ولسْتُ أرَى إذا فُقِد الذي ... أهْوَى جِنانَ الخُلدِ غيرَ النَّارِ

هيْهاتَ ما النَّايُ الرَّخِيمُ ونَشُوةُ ال ... خمرِ القديمِ ونَغْمَةُ الأوْتارِ

وحَنِينُ هيْنَمةِ الرياضِ عشِيَّةً ... وتراسُلُ الأطْيارِ في الأسْحارِ

<<  <   >  >>