للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عِنْدي بأحْسَنَ من مُساجَلةِ الأَحِبَّ ... ةِ بالصَّبابةِ في سَنا الأقْمارِ

من كلَّ معبودِ الجمالِ مُحَكَّمٍ ... فيماَ يَشاَ مُسْتَعْبِدِ الأحْرارِ

قال: وقلت متذكراً لمغاني الأنس التي انمحت آثارها، ولم يبق للاماني ما تشبث به إلا أخبارها:

قَصْرَ الأمير بوادي النَّيْرَ بَيْن سَقَى ... رُباك عّني مِن الوَسْمِىّ مِدْرارُ

كم مَرَّ لي فيك أيّام هَواجرُها ... أصائِلٌ ولَيالِهنَّ أسْحارُ

حيثُ الشَّبيبةُ بِكْرٌ في غَضارَتِها ... وللصَّبابةِ أحْلافٌ وأنْصارُ

حيثُ الرَّياضُ تُغنَّيمي حَمائِمُها ... بالدُّفَّ والجُنْكِ والسَّنْطورُ لي جاَرُ

حيثُ الخمائلُ أفْلاكٌ بها طلَعتْ ... زَهْرٌ من الزُّهْرِ والنُّدمانُ أقْمارُ

حيثُ المُدامةُ رقَّتْ في زُجاجتِها ... يُديرُها فاتِرُ الأجْفانِ سَحَّارُ

عِطْرِيَّةٌ نقضَتْ فيها عوارِضُه ... فَتِيقَ مِسْكٍ له الأرْواحُ سُفَّارُ

ياقُوتةٌ أُفْرِغَتْ في قِشْرِ لُؤْلُؤةٍ ... فَلاحَ للشُّرْب منها النُّورُ والنَّارُ

شمسٌ تعاطَيْتُها من راحَتَيْ قمرٍ ... له من الحسن ما يَرْضَى ويْختارُ

يسْعَى إلى بها تحت الدُّجَى حَذِراً ... من الوُشاةِ لأنَّ الليلَ سَتَّارُ

مُتَوَّجُ الرَّاحِ بالإبْرِيقِ ذا قُرطٍ ... مثل الهلالِ له الجَوْزاءُ زُنَّارُ

<<  <   >  >>