للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسْقِى وأسْقِيه من ثَغْرِ ومن قَدَحٍ ... إلى الصَّباحِ فمِرْباحٌ وَمِخْسارُ

يضمُّنا بأعالي القصْرِ ثوبُ هوًى ... زُرَّتْ عليه من الأشْواقِ أزْرارُ

أمتَّعُ الطَّرْفَ منَّى في محاسِنِه ... وليس عندي من العُذَّالِ أشْعارُ

حتى تيقَّظَ دهْرِي بعد ما غفَلتْ ... عنَّي حوادِثُه والدهرُ غَدَّارُ

قال: وقلت:

سقَى اللهُ يومَ القصْرِ إذ كان بيْننا ... حديثٌ كُمرْفَضَّ الجُمانِ المُنَضَّدِ

برَوْضٍ يجولُ الماءُ تحت ظِلالِه ... كأيْمٍ مَرُوعٍ أو حُسامٍ مُجَرَّدِ

يلوحُ به قانِي الشَّقيق وقد حكى ... لواحظَ مخْمورٍ كُحِلّنَ بإْثمِدِ

ويَهْمِى به قطرُ النَّدى فتخالُه ... مُبَدَّدَ عِقْدٍ في فِراشِ زُمُرُّدِ

ورَيْحانُة الغَضُّ الشَهِيُّ كأنه ... مَبادِى عِذارٍ فوق خدٍ مُورَّدِ

سقاني به راحَ الرُّضابِ مُهَفْهَفٌ ... فرُحْتُ به لا أفْرُقُ اليومَ من غَدِ

وبتُّ أظنُّ الجُلَّنارَ بدَوْحِة ... نجومْ عَقِيقٍ في سماء زَبَرْجَدِ

إلى أن بدَتْ شمسُ النَّهارِ كأنها ... مَجِنُّ كَمِىٍ قد تحلَّى بعَسْجَدِ

قال: وقلت متغزلا:

قم للمُدامةِ يا نديم فإنها ... شَرَكُ المُنَى وحُبالَةُ الأفْراحِ

حمراءُ صافيةُ المزاجِ كأنَّها ... وَرْدُ الخدودِ أذِيبَ في الأقْداحِ

شمسٌ إذا بزغَتْ لعْيِنك في الدُّجَى ... أغْنَتْكَ عن صُبُحٍ وعن مِصْباحِ

<<  <   >  >>