للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما الفَقْرُ بالبيدِ الفضاءِ بل التي ... نبَتْ بي وفيها ساكِنُوها هي الفَقْرُ

ولما رأى وزراء الروم، وما هم عليه من دارس الرسوم، من تكبر بلا نفع يرجى، وتبختر كل دابة منهم حتى العرجى، قال أهؤلاء عني الغزى بقوله:

مِن آلة الدَّسْتِ ما عند الوزير سِوَى ... تَحرِيكِ لِحيتِه في حالِ إيماءِ

فهْوَ الوزيرُ ولا أزْرٌ يَشُدُّ به ... مِثْلَ العَروضِ له بَحْرٌ بلا ماءِ

فذيلته بديهة له، وقلت:

عسى تدورُ عليهمْ دائراتُ رَدًى ... تُقطِّعَنَّهمُ تقْطيعَ أحْشائي

فقد شابه الرئيس المرءوس، وقام على جرب الأبدان قرع الرءوس، وما هذه الدول، إن لم يعرها الآن خلل، إلا كسقف السماء، وقبة الخضراء، قائمة بلا عمد ولا أطناب ولا وتد، فهي كبيوت الأشعار، لا تظلل في حضر ولا أسفار.

كما قلت:

جيوشٌ مالها في المُلْك نَفْعٌ ... حكَتْ صُوَراً تُصوَّرُ في كتابِ

رأيتُ قتالَهمْ من غيْرِ نَبْلِ ... كمثلِ الضَّربِ في كُتُبِ الحسابِ

<<  <   >  >>