للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ِللهِ دَرُّ عَقِيلةٍ أبرَزتَها ... عقَلتْ بِبَهْجتِها عقولَ النَّاسِ

مِن كلِّ بيتٍ كاد يُشبِه لفظُه ... معناه كلٌّ دَقَّ عن إحْساسِ

شَرحَتْ ليَ الوُدَّ القديمَ وذكَّرَتْ ... قلباً فَديْتُك لم يكنْ بالنَّاسِي

ما أخطأتْ رَشَداً وإن تكُ أبْطَأتْ ... خيرُ اللِّقا ما كان بعدَ الْياَسِ

فالحُبُّ أن أرْضى بما تَرْضى وها ... حُبِّي وحَقِّك راسخٌ بأساسِ

كُنْ كيفَ شئْتَ فشِيمَتيِ حِفْظُ العهُو ... دِ وإننِّي طَوْدُ الوفاءِ الرَّاسي

يا مَن زهاَ حُرُّ القرِيضِ بلفْظِه ... وغَنِي به الإنْشاءُ من إفْلاسِ

ومَن اسْتَنَارتْ منه مصرُ وأُفْقُها ... لَّما كساها الفضلُ خيرَ لِباسِ

ومَن انْمَحَى ذنبُ الزَّمانِ لأجْلِه ... وغَدَتْ به الأيامُ كالأعْراسِ

دُمْتَ المُقدَّمَ في المجادةِ والإجا ... دةِ والإفادة والنَّدى والباَسِ

وإلَيْكهاَ وهي الملاحةُ نَفْسُها ... والحسنُ بالأنْواع والأجْناسِ

فإذا أصاخَ لها الحسودُ حسِبْتَه ... ما بين كأس أو ظِباءِ كِناس

عذْراءُ تبسطُ عُذْرَ تقْصيري ومِن ... داءِ التطاوُل فهْيَ نِعْمَ الآسِي

أنَّى لمْثلِي أن يجيءَ بِمثْلِ ما ... تأْتِي وأين الشَّمسُ مِن نِبْراسِ

لكنَّهاَ ردُّ السَّلامِ سلكْتُ فيهِ الطُّولَ قدْرَ زيادةِ اسْتِئْناسِ

فعلَيْكَ من أوْفَى السَّلام أَبَرَّه ... مَّمن يُكابِد بُعْدَه ويُقاسِي

حَلَّ المْحَلَّةَ جسمُه والقلبُ في ... مصرٍ لديكَ وأهلُه في فاسِ

بعد تقبيل ثريا ذلك الثرى، الذي عبق في المشام عنبرا، وقلد جيد الزمان دررا.

<<  <   >  >>