للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولله در القائل:

يعيشُ المرءُ ما استغْنَى بخْيرٍ ... ويبْقَى العًودُ ما بَقِيَ اللَحاءُ

وهو الدهْرُ لا يُرَدّ عن مراده، ولا يصادر في إصداره وإيراده.

فيومٌ عليناَ ويومٌ لناَ ... ويومٌ نساءُ ويومٌ نُسَرُ

على أن طول الغيبة ليس لشيء، علم الله آثرته على لقياكم، إذ استبدله طوعا لكنه ارتكاب للأخف من الضررين، واختيار للأهون من الشرين.

عسى غلطاً يُثْنِى الزمانُ عِنانَه ... بدَوْرِ أمورٍ والأمورُ تدورُ

فتُدرَك آمالٌ وتُقْضى مآرِبٌ ... ويحدثَ من بعدِ الأمور أمورُ

فلذلك قدمت من البحر بالوشل، وسرحت في رياض المنى بين عسى ولعل، فقد قيل إذا دار الفلك، فعليك أو فلك، ولله في خلقه أمر لا تدرك العقول حكمته،) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَينْشُرُ رَحْمَتَهُ (.

وما اجتليته في كتابك الخطير، وروض كتابك المطير، استدعي شيئا من نظم العبد ونثره، والتنويه بذلك من خامل ذكره.

فلا عدمت منك مولى على الإحسان مثابرا، وحكيما لكسر إكسير الخاطر جابرا.

مع تشتيت الحال لبعد مزارك، ونأي داري عن دارك.

<<  <   >  >>