للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا المثل كقولهم في مثل آخر:) كلٌّ يحطِب في حْبلِه، ويجر النارَ لقُرْصه (أي رغيفه.

وما أحسن قوله أيضا:

ويوم قَر زاد أرْياحُه ... يخْمشُ الأبْدانَ من قَرْصِهاَ

يومٌ توَدُ الشمسُ من بَرْدِهِ ... لو جرَّت النارَ إلى قُرْصِهاَ

وفي معنى قوله:) ويرقص للقرد (ألخ، قولُ الأهْوازِى

قُلْ لمن لامَ لا تلُمْنِي ... كلُّ امْرِئ عالمٌ بشَأنِهْ

لا ذنْبَ فيما فعلتُ أني ... رقصْتُ للقرْدِ في زمانِهْ

من كرَمِ النفسِ أن ترَاها ... تحْتمِل الذُّل في أوَانِهْ

ولأبي تمامَّ:

لا بُدَّ يا نفسُ مِن سُجودٍ ... في زَمنِ القِرْدِ للقُرودِ

وتقدم الصغار داره قديم، مَّمن ابْتُلىَ به الثَّعالبي، وقد اشْتكاه بقوله: في قصيدة له:

لكَ الدُّنيا وما فيها بِلادٌ ... تُلاحِظُها بَعْينيْك احْتِقارَا

تكَبَّر ذا الزَّمانُ على بنيِه ... فعِشْ حتى تُعّلمَه الصَّغارَا

وصار صِغارُهمْ فيه كِباراً ... فدُمْ حتى تَردَّهُمُ صِغارَا

خدمْتُ لك الملوكَ أرُوضُ نْفسِي ... لآمنَ تحت خِدْمِتك العَثارَا

ولو كانتْ لنا الدُّنيا جعلناَ ... لك الدُّنْيا وما فيها نِثارَا

<<  <   >  >>