للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بناء على أن) أظلت (بالضاد، من الضلال بمعنى الإضاعة) والدففا (بمعنى جماعة مُسرِين من الجيش أو الملائكة، وفيه خَبْط وخَلْط، والذي عندي فيه أنه تحرَّف عليهم أجمعين، وإنما هو هكذا:

فكأنَّ الغَّمامة اسْتُودعتْهُ ... مُذْ أُظِلَّتْ مِن ظِلَّه الدَّقْعاءُ

) فاستُودِعْته (و) أُظِلَّت (مبنيّان للمفعول بصيغة المجهول،) ومذ (بميم مضمومة وذال معجمة) والدَّقْعاء (بدال مفتوحة مهملة وقاف) ثم مذ (بمعنى الأرض وترابها، كما هو مُصرَّح به في كتب اللغة، والمعنى أن الغمام إنما أظلَّه لئلا يمسَّ الأرض؛ فلذا أخذه وديعة عنده، ليصونه عن مسِّ التراب، وهذا معنًى بديع، يعرفه مَن ذاق حلاوةَ الشِّعر، وعرف مغزاه.

وفي قوله) مذ اظلت (الخ، معنيان: إحداهما، مذمس ظله التراب. والآخر: مذ صارت الارض كلها في حمايته، لأنه ظل الله.

وفي معناه رباعيَّة لي:

ما جُرَّ لظلِّ أحمدَ أذيالُ ... في الأرضِ كرامةً كما قد قالُوا

هذا عجيبٌ وكم له من عَجَب ... والناسُ بظلَّه جميعاً قَالُوا

وفي التائية المنسوبة للسُّبْكِيُّ التي نظم فيها معزاتِ النبي صلى الله عليهم وسلم، وشرحها بعض المتأخِّرين:

<<  <   >  >>