فأجاب وأجاد رحمه الله:
خدٌّ تورَّدَ من لهيبِ تَنَفُّسِ ... أم قَدُّ مَعْسولَ المَراشِفِ ألعْسِ
مِن رِيم وَجْرَةَ أو جَآذِرِ جَاسِمٍ ... لبسَ الشَّبابَ الرَّوق أحسنَ مَلْبَسِ
مُتوشِّحاً خَطِّىَّ قامتِه فإن ... ماسَتْ فيا خجلَ الغصون المُيَّسِ
فإذا رنا فاللَّحظُ منه بابِلٌ ... هاروتُ منه نُطْقُه كالأخْرَسِ
أم عِقدُ غانيةِ الحسان زهَتْ به ... تيهاً على زُهْر الجوارِي الكُنَّسِ
أم لُؤْلُؤٌ رَطْبٌ توائِمُ زَانَه ... حُسنُ النِّظام يِجِيد ظَبْيَةِ مَكْنَسِ
أم روضةٌ غنَّاءُ في ذُرَى ... أغصانِها وُرْقٌ بلحْنٍ مُؤنِسِ
حاكتْ لها أيدي الجَنوبِ مَطارِفاً ... وكسَتْ معاطفَها غلائلَ سُنْدسِ
ما بين أصفرَ فاقعِ أو أحمر ... قانٍ وأبْيضَ ناصعٍ ومُوَرَّسِ
أم غادَةٌ هْيفاءُ أذْكَرت الصِّبا ... صَبِّا تنَاسَى العهدَ منه وما نَسِي
وافتْ وأفراسُ الصِّبا قد عُرِّيتْ ... والقلبُ أقصرَ عن هواه وما أَسِي
وافتْ وَفِيَّ بقيَّةٌ ألهو بها ... مِن شَرْخِيَ الماضي تَعِلَّةَ مُفلِسِ
مِن ماجدٍ وشِهابِ فضلٍ ثاقبٍ ... حُلوِ الشَّمائل بالفضائل مُكْتَسِ
فظنَنْتُ رَيْعان الشَّبابِ أُعِيد لي ... حتى الوصالُ مِن الحبيب المُؤُنِسِ
فطِفقْتُ أهصِرُ بانَةً من قَدِّها ... والقلبُ بين تَوَجُّسٍ وتهَجُّسٍ
حتى اطمأنَّتْ فاجْتَلْيْت بوجهِها ... قمرَ السَّماءِ بلَيْلِ شَعرٍ حِنْدِسِي