للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالتْ أهذا الذي أراهُ ... غُبارُ طاحونةٍ بَدَا ليِ

فقْلتُ لا تعجبي فهذا ... غُبارُ طاحونةِ اللَّيَاليِ

قلت: لولا مشاكلَةُ الطاحونة السابقة، ودورهُ معها لقبُحَت هذه الاستعارة جدّاً.

وللغَزِّيّ:

مسَحَتْ عارِضِي وما ذاك إلا ... أنها ظنَّتِ المَشِيبَ غُبارَا

وقال العِماد: تشبيهُ الشَّيْب بالغُبار حسن، وكنت أظن أنّي ابتكرتُه في قولي:

ليلُ الشبابِ تَولَّى ... والشَّيْبُ صُبْحٌ تألَّقْ

ما الشَّيْبُ إلا غُبارٌ ... من رَكْضِ عُمْري تعلَّقْ

قال: وشبَّهْتُهُ أيضاً بالتَّتْرِيب، في قولي:

أصدوداً ولم يصُدَّ التَّصابي ... ونِفاراً ولم يَرُعك المَشِيبُ

وكتابُ الشَّبابِ لم يَطْوه الشَّ ... وقُ ولا مسَّ نَقْشَه تَتْرِيبُ

ولمحمد القَيْسَرَانِيّ:

لا تُنكري وَضَحاً لَبِسْتُ قَتِيرَهُ ... رَكْضُ الزَّمانِ أثار هذا الْعِثْيَرَا

وقوله:) كنت أظن أني ابتكرته (عجِبْب منه، مع قول ابن المُعتَزّ:

صدَّتْ شَرِيرُ وأزْمَعَتْ هَجْرِني ... وصغَتْ ضمائرُها إلى الغَدْرِ

قالَت كَبِرْتَ وشِبْتَ قُلت لها ... هذا غُبارُ وقائعِ الدَّهْرِ

<<  <   >  >>