للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالقادر على الاستدلال عليه الاجتهاد والاستدلال، والعاجز عن ذلك عليه التقليد والسؤال،

والصواب في ذلك: أنه لا يلزمه أن يتمذهب بمذهب معين، لكن يجوز له أن يتمذهب بشرطين:

الأول: إذا لم يستطع أن يتعلم دينه إلا بالتزام مذهب معين، فيجوز له أن يتمذهب.

الثاني: أن يترتب على عدم التمذهب بمذهبٍ معين فساد عظيم لا يتمكن دفعه إلا بذلك.

وإذا تمذهب بمذهب معين فعليه أن يراعي الأمور الآتية:

الأولى: ألا يتخذ ذلك دعوة يدعو إليها، يوالي ويعادي من أجلها.

الثاني: ألا يعتقد أنه يجب على جميع الناس اتباع شخص بعينه.

الثالث: أن يعتقد أن هذا الإمام الذي تابعه ليس له من الطاعة إلا أنه مبلغٌ عن الله ورسوله وليس له الطاعة المطلقة.

الرابع: أن يحترز عن الوقوع في أخطاء بعض المتمذهبين، مثل: التعصب والتفرق والانتصار بالأحاديث الضعيفة والإعراض عن الوحي (١).

قوله: (فالقادر على الاستدلال عليه الاجتهاد والاستدلال):

أي أن الناس صنفان:

* الأول: قادر على الاستدلال، والمراد به: المجتهد، وفي جوازه


(١) أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله ٤٩٢، ومعالم أصول الفقه عند أهل السنة ٤٦٥.

<<  <   >  >>