كما ذكر الله الأمرين في قوله: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣].
مما عليه الحال وقت الصحابة والتابعين، فإنهم كانوا يسألون المفضول فيفتيهم، ولا يأمرهم بسؤال الفاضل، وقد أفتى ابن عباس وابن عمر في حياة الخلفاء الأربعة ﵃ أجمعين.
والصواب في هذه المسألة: أنه ليس له أن يتخير؛ فيبحث عن الأفضل منهم، كما يجتهد العالم في الأخذ بالأقوى من الدليلين المتعارضين، ولأن المفتين كثروا والناس يتفاوتون في العلم.
مسألة: إذا تساوى عنده عالمان في الدين والعلم، فهل له أن يتخير من أقوالهم، أو يأخذ بالأشد؟
الرأي الأول: أن له أن يتخير من أقوالهم.
الرأي الثاني: أنه يأخذ بالأشد، وهذا قول الظاهرية.
والأقرب: أنه يتخير من أقوالهم.
وقوله:(كما ذكر الله الأمرين في قوله: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣]).
المراد بالأمرين أن القادر يجتهد لقوله: ﴿أَهْلَ الذِّكْرِ﴾، وأن العاجز يقلد، لقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا﴾ والله أعلم.
مسألة: تتبع الرخص.
يقصد بتتبع الرخص: الأخذ بأخف الأقوال في المسائل الخلافية.