وقال البيهقي في "معرفة السنن" (٤/ ٣٠٨): "وقد رويناه من حديث عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة، موقوفًا ومرفوعًا، ومن حديث عبد الله بن رافع عن أبي هريرة مرفوعًا، والموقوف أصح". وأما حديث جبير بن مطعم: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٥/ ٧٢)، وتمّام الرازي في "فوائده" (١٣٦٩/ الروض البسام)؛ من طريق محمّد بن الخضر، عن عمار بن مطر، عن مالك بن أنس، عن عمارة بن عبد الله بن صياد، عن نافع بن جبير، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قول الله عز وجل: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}؛ قال: "الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة". وفي سنده؛ عمار بن مطر، أبو عثمان العنبري الرُّهاوي، هالك؛ اتهمه أبو حاتم الرازي بالكذب، وقال ابن حبان: "يروي عن ابن ثوبان وأهل العراق المقلوبات، يسرق الحديث ويقلبه"، وقال ابن عدي: "هذه الأحاديث التي ذكرتها عن عمار، عن مالك بهذه الأسانيد بواطيل، ليس هي بمحفوظة عن مالك، وعمار بن مطر الضعف على رواياته بيِّنٌ". وانظر: "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٩٤)، و"الضعفاء" للعقيلي (٣/ ٣٢٧)، و"المجروحين" لابن حبان (٢/ ١٩٦)، و"الكامل" لابن عدي (٥/ ٧٢)، و"ميزان الاعتدال" (٣/ ١٦٩)، و "لسان الميزان" (٦/ ٥٢). وأخرجه الشافعي في "الأم" (٢/ ٣٧٢ رقم ٣٨٠) - ومن طريقه البيهقي في "أحكام القرآن" (١/ ٩٢) - عن إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن نافع بن جبير وعطاء بن يسار؛ كلاهما، مرسلًا؛ أن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "شاهد: يوم الجمعة، ومشهود: يوم عرفة". وأخرجه الشافعي أيضا في "الأم" (١/ ٣٧٢ رقم ٣٨١) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (٦٢٦٨) - عن إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ مثله. وإبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمي، تقدم في تخريج الحديث [٢٦٣] أنَّه كذاب.=