للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بحُضُورِ أَجَلِهِ، فقال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}؛ فتحُ مكَّةَ، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}؛ نَعَى إليه نفسَهُ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}؛ فذلك علامةُ موتِكَ. فقال عمرُ: كيف تَلُومُوني (١) عليه بعدَ ما ترونَ؟!


= نفسي"، بأنه مقبوض في تلك السنة. ووقع في رواية ابن مردويه: "عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن ابن عباس".
وعطاء بن السائب؛ تقدم في الحديث [٦] أنه ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره، ومحمد بن فضيل ممن سمع منه بعد الاختلاط؛ قال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل" لابنه (٦/ ٣٣٣) -: "وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب؛ رفع أشياء؛ كان يرويه عن التابعين، فرفعه إلى الصحابة".
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (٦/ ٦٢٤): "تفرد به الإمام أحمد، وفي إسناده عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وفيه ضعف، تكلَّم فيه غير واحد من الأئمة، وفي لفظه نكارة شديدة، وهو قوله بأنه مقبوضٌ في تلك السنة، وهذا باطل فإن الفتح كان في سنة ثمان في رمضان منها، كما تقدَّم بيانه، وهذا ما لا خلاف فيه. وقد توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - في ربيع الأول من سنة إحدى عشرة، بلا خلاف أيضًا".
كذا قال الحافظ ابن كثير: "عطاء بن أبي مسلم الخراساني"! والصواب أنه عطاء بن السائب كما جاء مصرحًا به في مصادر التخريج.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٨/ ٧٣٦): "ووهم عطاء بن السائب فروى هذا الحديث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلَّم -: "نعيت إلى نفسي"؛ أخرجه ابن مردويه من طريقه، والصواب رواية حبيب بن أبي ثابت التي في الباب الذي قبله بلفظ: "نعيت إليه نفسه"".
وله طرق أخرى لا تخلو من ضعف، وبعضها شديدة الضعف، فلا نطيل بذكرها.
(١) كذا في الأصل، والجادة: "تلومونني" بنونين؛ نون الرفع ونون الوقاية، وما في الأصل له توجيهان تقدما في التعليق على نحوه في الحديث [١٢٥٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>