للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان ابنُ عبَّاسٍ يقرأُ: "فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الإِنْسُ أَنْ لَوْ كَانَ الجِنُّ يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ" (١).


= وإن كانت لدواء كتبت، فبينما هو يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخروب. قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت. فقال سليمان: اللهم عم على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب. فنحتها عصا، فتوكأ عليها حولًا ميتًا، والجن تعمل، فأكلتها الأرضة فسقط، فتبينت الإنس أن الجن: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا حَوْلًا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}. قال: وكان ابن عباس يقرؤها كذلك. قال فشكرت الجن للأرضة فكانت تأتيها بالماء".
وعطاء بن السائب تقدم في الحديث [٦]، أنه ثقة، لكنه اختلط في آخر عمره.
قال الحاكم: "وقد رواه سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير فأوفقه على ابن عباس".
ورواية سلمة بن كهيل أخرجها الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (١٠٧٢)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٩٨)، من طريق الأحوص بن جواب الضبي، عن عبد الجبار بن عباس الهمداني، عن سلمة بن كهيل، به.
وانظر الحديث السابق.
(١) هذه قراءة تفسيرية على الأرجح؛ فقد اختلف في ألفاظها، ونسبت لابن عباس وابن مسعود والضحاك وعلي بن الحسين. ونُسبت لابن عباس وابن مسعود في "تفسير القرطبي" بلفظها هنا.
ومن ألفاظها أيضًا: "تَبَيَّنَتِ الإِنْسُ أَنَّ الجِنَّ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا حَوْلًا فِي العَذَابِ المُهِينِ"، و"تَبَيَّنَتِ الإنْسُ أَنَّ الجِنَّ لوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ ولَقَدْ لَبثُوا يَدْأَبُوَنَ ويَعْمَلُونَ لَهُ حَوْلًا".
أما قراء القراءات المتواترة فلم يختلفوا في هذه الجملة من الآية إلا في قوله: {تَبَيَّنَتِ}، فقرأها رويس عن يعقوب: {تَبَيَّنَتِ} بضم التاء وضم الباء وكسر الياء المشددة؛ بالبناء للمفعول.
وقرأها الجمهور: {تَبَيَّنَتِ} بفتح التاء والباء والياء المشددة.
وانظر: "تفسير الطبري" (١٩/ ٢٤٠ و ٢٤١ و ٢٤٣)، و "مختصر ابن خالويه" (ص ١٢٢)، و "المحتسب" (٢/ ١٨٨)، و "تفسير القرطبي" (١٧/ ٢٨٢)،=

<<  <  ج: ص:  >  >>