ولفظ رواية غندر والقطان ومعاذ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}؛ قال: الحديبية. وفي الموضع الأول عند الخطيب من رواية معاذ بن معاذ: "خيبر" بدل: "الحديبية"، وكذا وقع عند الحاكم في "المستدرك" من رواية حرمي بن عمارة. ووقع في رواية أبان بن تغلب: قال: فتح مكة. وأما حجاج بن محمد فرواه عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة، أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ... } قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هنيئًا مريئًا لك يا رسول الله، فما لنا؛ فنزلت هذه الآية: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار} قال شعبة: كان قتادة يذكر هذا الحديث في قصصه عن أنس، قال: نزلت هذه الآية لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ... }، ثم يقول: قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هنيئًا لك ... هذا الحديث. قال: فظننت أنه كله عن أنس بن مالك، فأتيت الكوفة فحدثت به عن قتادة، عن أنس، ثم رجعت فلقيت قتادة بواسط فإذا هو يقول: أوله عن أنس، وآخره عن عكرمة. قال: فأتيتهم بالكوفة فأخبرتهم بذلك. ولفظ رواية عثمان بن عمر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)}، قال: الحديبية. قال أصحابه: هنيئًا مريئًا، فما لنا؟ فأنزل الله: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}. قال شعبة: فقدمت الكوفة فحدثت بهذا كله عن قتادة، ثم رجعت فذكرت له، فقال: أما {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} فعن أنس، وأما: "هنيئًا مريئًا" فعن عكرمة. ولفظ رواية خالد بن الحارث وحرمي بن عمارة - عند الخطيب - نحو رواية عثمان بن عمر، إلا أنهما لم يذكرا قول شعبة. ورواية قتادة، عن عكرمة ستأتي عند المصنِّف في الحديث التالي. =