للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقال عمرُ لابنِ عوفٍ: هذا الذي شغله عنَّا!

فقال [ابنُ عوفٍ لعمرَ] (١): وما يُدريكَ ما في الإناءِ؟

فقال عمرُ: أتخافُ أن يكونَ هذا التَّجسُّسَ؟

قال: بل هو التَّجسُّسُ.

قال: وما التَّوبةُ من هذا؟

قال: لا تُعلِمْهُ بما اطلعتَ عليه من أمرِه، ولا يكونَنَّ في نفسِكَ إلا خيرًا (٢).

ثم انصرفا.


= ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شَرْبٌ [أي: يشربون]، فما ترى؟ قال عبد الرحمن: أرى قد أتينا ما نهانا الله عنه؛ نهانا الله فقال: {وَلَا تَجَسَّسُوا} فقد تجسسنا، فانصرف عنهم عمر وتركهم. هذا لفظ عبد الرزاق، وسقط من إسناد ابن شبة: زرارة بن مصعب. وهذا إسناد صحيح. وانظر الأثر التالي.
(١) في الأصل: "ابن عمر لابن عوف"، وما أثبتناه من "الدر المنثور"، و"كنز العمال" (٨٨٢٥)، وكذا هو في بعض المصادر، وفي بعضها: "فقال له عبد الرحمن".
(٢) كذا في الأصل، ولعلَّه خطأ من الناسخ، والجادَّة: "ولا يكونن في نفسك إلا خيرٌ" برفع "خير" اسمًا لـ "يكونن"؛ كما في مصادر التخريج، فإن الاستثناء هنا مفرَّغٌ. وما في الأصل - إن لم يكن خطأ من الناسخ - فيمكن أن يوجَّه على حذف اسم "يكوننَّ"، والتقدير: "ولا يكونن في نفسك شيءٌ إلا خيرًا"، ويكونُ الاستثناء تامًّا منفيًّا، وفيه يجوز نصب المستثنى - كما وقع هنا - ويجوز رفعُهُ.
وانظر في الاستثناء شروح الألفية، باب الاستثناء.
وقد يحمل نصب "خيرًا" على توهُّم أنها خبر "كان"، وقد يوجَّه على أن رفع خبر "كان" ونصب اسمها وقع هنا لأمن اللبس وظهور المعنى؛ كما يرفعون المفعول وينصبون الفاعل بالقرينة المعنوية.
انظر التعليق على الحديث [١٩٢٩] والحديث [٤٧٩]. وانظر: كتاب العلل" لابن أبي حاتم بتحقيقنا (١٨٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>