للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبوه ملك الإسلام، وولد وأبوه ملك، وفتح عليه بفتح حصن المرقب.

ونشأ (١) وأبوه ملك، وأخوه ملك، وظهر بعدهما ملك.

فهو - أدام الله أيّامه - ملك، ابن ملك، أخو ملك، أستاذ المماليك.

مماليكه: كتبغا، ولاجين، وبيبرس (٢) معلّم الطرفين.

بدايته نهاية غيره، كما (قلت (٣)):

مليك بدايته نهاية غيره ... كالبدر أول ما يكون هلالا

كمل الشجاعة والفصاحة والحجى ... فالله يكفيه الزمان كمالا

ومنها أنه موفّق في سائر حركاته، سعيد في آرائه، سديد في مشورته، حازم في أموره، مقدام في مقاصده، شجاع في حروبه، يغضب غضب الولد، ويأخذ أخذ الأسد، لا تزعجه الأراجيف، ولا توهمه التّصانيف. ثابت الجأش، كثير المعرفة، صحيح العبارة، سالم الذهن، حسن التدبير، مليح الفكرة، قويّ العزم، شديد الحزم، محروس المقام، مؤيّد منصور، عدوّه مقهور.

[سنة ٦٩٩ هـ].

[وقعة تلّ العجول]

ومنها أنّه خرج بعساكره المنصورة من الديار المصرية طالبا للغزاة في سبيل الله تعالى، فلما نزل على تلّ العجول هجم الأويراتيّة (٤) على سلاّر، وبيبرس (٥) الجاشنكير.

وقصد برلطاي (٦) إقامة الفتنة، فركب السلطان ووقف بباب الدهليز، وركبت العساكر، وركب سلاّر، وبيبرس (٧)، ووقفوا حزبين، فأخمد الله الفتنة (٨).


(١) في الأصل: «ونشي».
(٢) في الأصل: «بيرس».
(٣) كتبت بخط كبير.
(٤) الأويراتية - الأوراتية - العويراتية: طائفة معروفة من المغول فرّوا من قائدهم غازان إلى دولة المماليك في سنة ٦٩٥ هـ / ١٢٩٦ م. فأنزلهم السلطان العادل كتبغا على الساحل بين عثليث وقاقول في فلسطين. (انظر: نهاية الأرب للنويري ٣١/ ٢٩٩، ونزهة الناظر لليوسفي ١٦٩ بالحاشية).
(٥) في الأصل: «بيرس».
(٦) في الدرّ الفاخر: «برنطاي»، والمثبت يتفق مع: زبدة الفكرة وغيره.
(٧) في الأصل: «بيرس».
(٨) خبر وقعة تل العجول في: زبدة الفكرة ٣٣٠، الدرّ الفاخر ١٥، تاريخ سلاطين المماليك ٥٨.

<<  <   >  >>