للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واستعبروا الأسارى، فكلمن (١) ظهر أنه مسلم أو مسلمة أخذوه وأعطوه لأهله، ومن لا له أهل (٢) أودعوه للحاكم، ورتّبوا له نفقة وكسوة، وزوّجوا بعضهم، وأطلقوا الجميع من المسلمين، ولم يبق في الأسر سوى الأرمن.

[[وصف ملطية]]

وأمّا صفة ملطية، فإنّها مدينة مرجّلة في وطاة مقدار مسيرة ساعة زمان من نهار، وتنتهي (٣) إلى جبال إلى جهات كركر وكختا، ومن الشمال وطاة مثلها تنتهي إلى نهر الفرات. ومن الغرب وطاة مثلها تنتهي إلى أودية. وفيها أنهر وأودية عميقة. تقدير الوطاة إليها نصف ساعة، وتنتهي إلى ذبا دراه مدينة خراب. ومنها تفترق الطرق إلى بهسنا (٤) وغيرها. ومن الشرق وطاة تقدير ساعة، وتنتهي إلى جبال عالية، متّصلة بجبال صعبة ما يعلم لها حدّ.

وفي المدينة قناة تخترق البلد، وتعبر إلى الدّور من جهة القبلة، وعليها سورين (٥) حجر، البرّاني بخندق، والجوّاني بلا خندق. وفيها دور مليحة، مزخرفة، وما لها قلعة، لكن فيها صفة دار سلطنة من قبليّها تشبه القلّة.

وفي ظاهر المدينة من حولها بساتين كثيرة، فيها من سائر الفواكه. وفيها أنهار تجري، وقنى، وفساقي، وغير ذلك (٦).

[[إمساك أمراء]]

ولما كان في العشر الآخر من صفر سنة خمس عشر (٧) وسبع ماية مسك السلطان الملك الناصر لبكتمر الحاجب، وأيدغدي شقير، وبهادر المعزّي، وأودعهم الإعتقال، وأخذ خيولهم وأموالهم وغلالهم (٨).

[تسمير نجيم الحطّيني]

ولما كان في يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة خمس عشر (٩) وسبع ماية،


(١) هكذا في الأصل. والمراد: «كل من».
(٢) هكذا في الأصل، والصواب: «من لا أهل له».
(٣) في الأصل: «وتهي».
(٤) في الأصل: «بهسنى»
(٥) الصواب: «عليها سورا حجر».
(٦) انفرد المؤلف بهذا الوصف.
(٧) الصواب: «خمس عشرة».
(٨) نهاية الأرب ٣٢/ ٢٢٠، البداية والنهاية ١٤/ ٧٣.
(٩) الصواب: «خمس عشرة».

<<  <   >  >>