للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان خروجه يوم السبت خامس وعشرين رمضان سنة ثمان وسبع ماية.

فتوجّه إلى الكرك ودخلها في يوم الأحد رابع شوال منها. وكان يوما عظيما.

ثم سيّر إلى العقبة ردّ أهله ودرره (١) الكريمة إلى الكرك، وردّ العصايب إلى مصر حردا وغضبا على نوّابه ومماليكه بمصر (٢).

[[سلطنة بيبرس الجاشنكير]]

فعند ذلك قاموا (٣) البرجيّة وملّكوا بيبرس (٤) وسلطنوه، وركّبوه من دار سلاّر إلى داخل القلعة، وأجلسوه على كرسيّ الملك في يوم السبت تاسع ساعة منه، الثالث وعشرين (٥) من شوّال سنة ثمان وسبع ماية المذكورة، وحلّفوا الناس، وتمّموا على الخليفة، وكتبوا عنه كتبا وقرأوها على المنابر في يوم الجمعة تاسع وعشرين شوال المذكور، بتولية بيبرس (٦) الجاشنكير،

وعزل الملك الناصر، ولم يأمر الخليفة بشيء من ذلك، ولو قال: لا، ما أبقوه، فإنه محكوم عليه.

ثم استمرّ بيبرس (٧) في الملك، ولقّب بالملك المظفّر مدّة عشرة شهور وثلاث (٨) وعشرين يوما، كلّها أراجيف (٩).

[[إقامة الناصر بالكرك]]

وأمّا مولانا السلطان الملك الناصر، فإنه استمرّ بالكرك في صيد وفرحة ونزهة، بلا همّ، مع الله تعالى، مسلّما أمره إلى خالقه.

[ذكر ما جرى في صيده وعوده]

إلى ملكه ثالث مرّة، وظفره بأعدائه، أعزّ (الله) (١٠) أنصاره.


(١) درره: آدره: نساؤه.
(٢) زبدة الفكرة ٤٠٣ - ٤٠٥، التحفة الملوكية ١٨٧ - ١٩١، تاريخ سلاطين المماليك ١٣٦، الدرّ الفاخر ١٥٦.
(٣) الصواب: «قام».
(٤) في الأصل: «بيرس».
(٥) الصواب: «الثالث والعشرين».
(٦) في الأصل: «بيرس».
(٧) في الأصل: «بيرس».
(٨) الصواب: «وثلاثة».
(٩) الدرّة الزكية ١٥٦ - ١٥٨، تاريخ سلاطين المماليك ١٣٧.
(١٠) كتبت فوق السطر.

<<  <   >  >>