للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولده شونتير في الملك بعده ماية وعشرين سنة (١). وهو الذي بنا (٢) الإهرام والبرابي.

وكان فيهما اثنين وسبعين (٣) ألف فاعل وصانع تعمل (٤)، وكان حفر أساسها وتحريره في ستّ سنين (٥)، وتكمّلت عمارتها في ستين سنة. وإنّها من أسفل كما هي من فوق.

وذكر أنّ من تاريخ عمارتها وإلى سنة ستّ عشر (٦) وسبع ماية: أربعة آلاف سنة وسبع ماية سنة وستّ وسبعين (٧) سنة.

وأنّ الثلاثة أهرام (٨) آزاج (٩) وقبور لا غير. فالهرم الشرقيّ دفن فيه شونتير، وبابه من بحري، وهو مدوّر، وقد طبّقوا عليه حجرا واحدا، وأتقنوا أمرها بالسحر، وسحرها عمّال إلى الآن.

كما وكان على رأس الهرم صنما عظيما كبيرا (١٠) يسمّى بهوه، فأفسده الطوفان ورماه، وقد بقي أثره ورأسه إلى الآن. ويسمّونه (١١) الناس: «أبو الهول».

وقيل: إنّ هذا الرأس المسمّى أبو الهول نحتوه من أصل الجبل الذي هو فيه.

وقيل: إنه لما وقع من طول السنين تمادت عليه واضمحلّ البدن، واختلط مع الجبل، وصار كما يرى. والقدرة صالحة لكل شيء.

والهرم الغربيّ دفن فيه «هرجنت» (١٢) أخو شونتير.

والهرم الصغير دفن فيه «أفروس» (بن) (١٣) شونتير (١٤). (وكان سبب


(١) في نهاية الأرب ١٥/ ٣٤ «مائة سنة وسبع سنين».
(٢) الصواب: «بنى».
(٣) الصواب: «اثنان وسبعون».
(٤) الصواب: «يعملون».
(٥) آثار الأول ١١٤، حسن المحاضرة ١/ ٣١.
(٦) الصواب: «ستّ عشرة».
(٧) الصواب: «ست وسبعون».
(٨) الصواب: «أهرامات».
(٩) آزاج: جمع أزج، بالتحريك: بيت يبنى طولا، ويقال له بالفارسية: «أوسنان». (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة، لأدّي شير).
(١٠) الصواب: «كما وكان. . صنم عظيم كبير».
(١١) الصواب: «ويسمّيه».
(١٢) في آثار الأول: «هرجيت».
(١٣) كتبت فوق السطر.
(١٤) قال المؤلّف - رحمه الله -: هذا ذكره أبو معشر في كتاب «الألوف» وسببه أنه وجده في كثير من كتب الكهنة مثل كتاب أنطاجس وباهونة ومنسبه ومياكل، أستيذس، وفي كتاب محمد بن هارون العباسي، مما نقله من كتاب علي بن محمد بن عبد الله بن حنّون الطبري». (آثار الأول ١١٤).

<<  <   >  >>