للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملوك بعد فرعون - لعنه الله - فلما طغى قتله الله تعالى، صرعته دابّته دقّت عنقه فمات (١).

وممّا جرى له ما أخبر عنه عليّ، عن عبد الرحمن، عن أسد بن موسى يرفعه إلى كعب في كتاب: «فتوح مصر وإفريقية» (٢) أنه قال: لما مات سليمان بن داود عليهما السلام ملك بعده مرحب عمّ سليمان، فسار إليه بوله (٣) ملك مصر فقاتله وأصاب الأترسة الذهب التي عملها سليمان عليه السلام (٤) (ببيت (٥) المقدس) (٦)، فذهب بها (إلى مصر) (٧).

وأخبر عبد الرحمن (٨) أيضا أنّ المخلوع الذي خلعه أهل مصر إنما هو بوله (٩)، وذلك أنه لما دعا بوله (١٠) للوزراء ومن كانت الملوك من قبله أجرت عليهم الأرزاق والجوائز، وكأنّه استكثر ذلك، فقال لهم إنّي أريد أن أسألكم (١١) عن أشياء، فإنّ أخبرتموني بها زدت في أرزاقكم ورفعت أقداركم، وإن لم تخبروني بها ضربت أعناقكم، فقالوا له: سل عمّا شئت. فقال لهم: أخبروني ما يفعل الله تبارك وتعالى في كل يوم؟ وكم عدد نجوم السماء؟ وكم مقدار ما تستحق الشمس على ابن آدم في كل يوم؟ فاستأجلوه فأجّلهم في ذلك شهرا.

وكانوا يخرجون في كل يوم إلى خارج المدينة، مدينة منف، فيقفون في ظلّ قبر موسى يتباثّون ما هم فيه ثم يرجعون، والقرموس ينظر إليهم. فقال يوما فسألهم عن أمرهم، فأخبروه بحالهم. فقال: عندي علم ما تريدون إلاّ أنّ لي قرموس ولا أستطيع أن أعطّله، فليقعد رجل منكم مكاني يعمل فيه، وأعطوني دابّة من دوابّكم، وألبسوني من ثيابكم، ففعلوا له ما أراد.

وكان في المدينة ولد لبعض ملوكهم قد ساءت حالته، فأتاه القرموسيّ وسأله عن القيام بملك ابنه. فقال: وكيف ذلك؟ وهذا الرجل الملك لم يخرج من مدينة منف! فقال القرموسي: أنا أخرجه لك. فجمع له مالا.

ثم ولّى القرموسيّ حتى دخل على بوله: إنّ عنده علم ما سأل عنه. فقال له:

أخبرني كم عدد نجوم السماء؟ فأخرج له القرموسي جرابا فيه رمل كان معه، فنثره بين


(١) فتوح مصر ١/ ٩١، تاريخ اليعقوبي ١/ ١٨٦، حسن المحاضرة ١/ ٢١.
(٢) ج ١/ ٩١.
(٣) في الأصل: «يوله».
(٤) حتى هنا في حسن المحاضرة ١/ ٢١.
(٥) في الأصل: «بيت».
(٦) ما بين القوسين لم يرد في فتوح مصر.
(٧) ما بين القوسين ليس في فتوح مصر.
(٨) في فتوح مصر ١/ ٩١.
(٩) في الأصل: «يوله».
(١٠) في الأصل: «يوله».
(١١) في الأصل: «اسالكم».

<<  <   >  >>