للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستقرّ بين صلاح الدين وبين الفرنج (بها) (١) شراء أرواحهم، وأن يزِن الرجل عشرة دنانير مصرية، والغلام (٢) خمسة دنانير، والطفل والجُوَيرية دينارين، ومن لم يقدر على شراء نفسه يؤخذ أسيرًا، فأحصي من لم يقدر على فكاك نفسه (ولا اشتراه أحد) (٣) فكانوا خمسة عشر ألف (نفرِ من) (٤) رجل وامرأة وصبي وجُوَيرية (٥)، وأُخِذوا (٦) جميعهم أسارى. / ٢٤٩/ وخلص في هذه السنة من أسارى المسلمين الذين كانوا في أسر الفرنج في هذه البلاد التي فُتِحت، فكانوا عشرة آلاف نفْس، ممّن كان له في الأسر السنة والعشرة والعشرون.

وكان الذي قُبِض من المفَاداة (٧) ثلاثماية ألف دينار مصرية (٨).

* * *

وفيها توجّه قراقوش مملوك تقي الدين إلى بلاد المغرب، واستولى على بلاد القيروان، والتقاه ابن عبد المؤمن صاحب المغرب بظاهر مدينة تونس، فكسره قراقوش يوم الجمعة سادس عشر ربيع الأول، واستولى على البلاد، وخُطِب فيها لصلاح الدين يوسف بن أيوب.

ثم رجع ابن عبد المؤمن مفلولاً، فجمع أطرافه، وحشد خلقًا لا يُحصَى عددهم (٩).

ورجع إلى قراقوش في هذه السنة فكسره، وانففق عنه جيشه، ومضى قراقوش (فازاً) (١٠) هاربًا في البرّيّة (١١).

* * *

وفيها قُتل شمس الدين (١٢) ابن المقدم (١٣) أمير حاجّ الشام على جبل عَرَفات،


(١) من "ب".
(٢) هكذا في النسختين. والصواب: "وتزن المرأة خمسة دنانير" (الكامل ١٠/ ٣٥)، ومثله في: التاريخ الصالحي ٢/ ورقة ٢٠٤ ب.
(٣) من "ب".
(٤) من "ب".
(٥) في "أ": "وجويره".
(٦) في "أ": "ناخذ".
(٧) في "أ": "القاداة".
(٨) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر.
(٩) في "أ": "عدده".
(١٠) من "أ".
(١١) الدرّ المطلوب ٨٣، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية ١٦.
(١٢) في "أ": "شمس الدولة".
(١٣) انظر عن (ابن المقدّم) في: الكامل ١٠/ ٤٣، ٤٤، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام - بتحقيقنا -٣٧٠/ ٢ (طبعة دار الكتاب العربي، بيروت ١٩٨٥) وهو: محمد بن عبد الملك توفي سنة ٥٨٣ هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات ٥٨٣ هـ). ١٦١ - ١٦٣ رقم ١٠٢ وفيه حشدنا مصادر ترجمته، والتاريخ الصالحي ٢/ ورقة ٢٠٦ أ.=

<<  <   >  >>