التشدد على العموم متعقب على من ادعاه, كما لا يخفى على من له أدنى معرفة بحال أهل نجد.
وقال محمد رشيد رضا في هامش صيانة الإنسان: من المعلوم بالتواتر أن الشيخ رحمه الله تعالى جدد الإسلام في نجد وغير نجد.
وقال أيضاً في مقدمة رسائل العلامة الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى: لا نعرف في تاريخ الإسلام شعباً دخل في جميع الأطوار التي دخل فيها الإسلام في نشأته الأولى: غربة وجهاداً وهجرة وحجاجاً وقوة, غير هذا الشعب النجدي.
فقد ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في وقت كان حال أهله شراً من حال المشركين وأهل الكتاب في زمن البعثة, من شرك وخرافات وبدع وضلالات وجهالة غالبة, فدعا إلى عبادة الله وحده والرجوع إلى أصل الإسلام الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم, فعاداه في بلاده الأكثرون ووالاه فيها الأقلون, فنصر الله تعالى أولياءه من أمراء آل سعود وأتباعهم على أعدائهم.
ثم تصدى لعداوتهم الترك وأعوانهم فكانت الحرب سجالا بينهم, وعاقب الله السعوديين زمناً ما بما كان من تخاذل بينهم وتقصير في إقامة بعض سنن الله في دولتهم, ثم كانت العاقبة الحسنى لهم عندما تابوا من ذنبهم ورجعوا إلى وحدتهم واعتبروا