للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغابت عن الناس فضائل القرآن فصار يشرب الخمر والأفيون في كل مكان, وانتشرت الرذائل, وهتكت ستر الحرمات على غير خشية واستحياء. ونال مكة المكرمة والمدينة المنورة ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام, فصار الحج المقدس الذي فرضه الله تعالى وفرضه النبي - صلى الله عليه وسلم - على من استطاعه ضربا من المستهزآت.

وعلى الجملة فقد بدل المسلمون غير المسلمين, وهبطوا مهبطا بعيد القرار فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يدهى الإسلام لغضب وأطلق اللعنة على من استحقها من المسلمين كما يلعن المرتدون وعبدة الأوثان.

وفيما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته ومدلج في ظلمته, إذا بصوت قد دوى من قلب صحراء شبه الجزيرة مهد الإسلام, يوقظ المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم. فكان الصارخ هذا الصوت إنما هو المصلح المشهور محمد بن عبد الوهاب الذي أشعل نار الوهابية فاشتعلت واتقدت واندلعت ألسنتها إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي, ثم أخذ هذا الداعي يحض المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم والعز التليد, فتبدت تباشير صبح الإسلام ثم بدت اليقظة الكبرى في عالم الإسلام.

ولد محمد بن عبد الوهاب في نجد الواقعة في قلب الصحراء العربية حوالي سنة ألف وسبعمائة ميلادي؛ وكانت نجد في ذلك

<<  <   >  >>