ولعله يحسن بي أَن أَضرب على ذلك مثلًا: الحديث المتقدم برقم (٦ - ٣٩)، فقد صحيح إِسناده الأَخ الداراني في تعليقه على الكتاب (١/ ١٤٥)، جازمًا بأَن راويه (وكيع بن حُدس) ثقة، متشبثًا بعدم جرح البخاري وابن أَبي حاتم إِياه، وهذا لا يعني التوثيق عند أَهل العلم، وبتوثيق ابن حبان المعروف تساهله في توثيق المجهولين، وبقول الذهبي فيه: "وُثّق"! ولم يدرِ أَنَّ هذا منه تمريض لا توثيق لتوثيق ابن حبان، وأَنه مثل قوله في "الميزان": "لا يعرف، تفرد عنه يعلى بن عطاء". وزاد في المخالفة أَنّه قال: "وقد روى عنه أَكثر من واحد"! وهذا وهم محض، لم يسبقه إِليه أَحد. ويقابله المعلق على طبعة المؤسسة للكتاب (١/ ٤٤) فقال: "ضعيف"، ولم ينبه على صحة جملة الرؤية كما فعلت، فوافق وخالف! والموفق الله.